هاو (من قارة) يروض حيوانات برية في حديقته الصغيرة

الأحد، 14 نوفمبر 2010

هاو يروض حيوانات برية في حديقته الصغيرة

هواية تربية الحيوانات البرية من الهوايات النادرة نظراً لعدم توفرها من جهة, ولحاجتها الى معرفة خاصة بتربية هذه الحيوانات وجعلها أليفة, وفي سورية يعتبر الحاج (عبدالرحمن الحاجي) واحداً من اثنين يتخصصان بتربية هذه الحيوانات المختلفة,


التي تشتمل على غزلان وثعالب وطواويس وخيول ودجاج بأنواعه, أما كيف بدأت هذه الهواية لديه فيجيب الحاج عبدالرحمن بأنها بدأت منذ سن مبكرة عندماكان في السابعة من عمره يرعى الغنم والماعز في بلدته (قارة) الواقعة في منطقة القلمون بريف دمشق, وعندما كبر أخذ اهتمامه بتربية الحيوانات الأليفة وغير الأليفة يزداد ويتسع وقد وفر له ذلك معرفة كبيرة بطبيعة هذه الحيوانات وكيفية رعايتها وترويض غير الأليف منها.


في دمشق يقيم الآن مزرعة تحتوي رغم صغرها على العديد من الحيوانات التي يستوردها خصيصاً من السودان وألمانيا والعراق واستراليا, وهذه الحيوانات تشتمل بالاضافة الى ما سبق ذكره أنواعاً كثيرة من الطيور مثل طيور الفيزون والببغاوات والبط الفرعوني وفرح يبا.


وقد نشأ تآلف واضح بينه وبين حيواناته سألناه كيف توصل اليه فأجاب:


* علاقتي مع الحيوانات تقوم على سلوك محدد أهمه: النظام فأنا أعودها على تناول طعامها في ساعة محددة من النهار وأتعامل معها وفق ما تتطلبه الحالة فتارة أكون بالنسبة لها كالأب الحنون الذي يراعي رغباتها ومزاجها حتى في تغيير وجبات الطعام, وفي تنويع أمكنة التنزه لها وأوقاتها وتارة أخرى أكون حازماً معها لكي لا تشذ عن نظام حياتها الأساسي وفي مرات أخرى أؤدي دور المعلم لها.


لقد وفرت هذه العلاقة الطويلة معرفة كبيرة بعالم الحيوان وسلوكه الذي يختلف من حيوان لآخر وقد روى الحاج عبدالرحمن حكايات كثيرة طريفة منها: أن أنثى الغزال لا تقبل أن تلد بحضور أي انسان, وقد حاول في احدى المرات أن يساعدها بذلك لكنها كانت تمتنع عن الولادة, وما ان يخرج ويغلق الباب وراءه حتى تلد بيسر, ولم تسمح له بالاقتراب رغم معرفتها له إلا بعد أن قامت بلحس مولودها عدة مرات في حين أنها تمنع أي غريب من الاقتراب من صغارها, وعندما كنا نحاوره أخرج ثعلباً صغيراً وبدأ يلاعبه فوق العشب دون أن يحاول الثعلب الفرار والانقضاض على الأنواع المختلفة التي تحيط به من الدجاج نظراً لاعتياده على وجودها قريبة منه ولأنه مشبع وجرى ترويضه.


إن هذه الخبرة ساعدته على أن يكون طبيباً معالجاً لما يمكن أن تشكو منه من أمراض حتى العمل الجراحي يقوم به إذا تطلب الأمر ذلك وقد لجأت إليه جهات حكومية وخاصة للاستعانة بخبرته في مجال انشاء حدائق للحيوان, كما عمدت إلى تأمين الحيوانات التي تريض عن طريقه, وتعتبر هذه الهواية من الهوايات التي تحتاج الى جهود كبيرة ومنظمة في حين أن المردود المادي من ورائها يكون محدوداً وهذا ما يجعل عدد المهتمين بتربية هذه الحيوانات المختلفة نادراً جداً.

0 التعليقات على هاو (من قارة) يروض حيوانات برية في حديقته الصغيرة

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

2010 الحياة البرية وحمايتها

Design by Money Saving Tips | Blogger Templates by Blogger Template Place | تعريب و تطوير : حسن